دليلك اليوم-سوريا تطلب مساعدة أذربيجان لتطوير حقول النفط والغاز: تعاون استراتيجي في ظل الظروف الإقليمية

سوريا تطلب مساعدة أذربيجان لتطوير حقول النفط والغاز: تعاون استراتيجي في ظل الظروف الإقليمية

في تطور دبلوماسي مهم، التقى الرئيس السوري أحمد الشرع بنظيره الأذربيجاني إلهام علييف في أول اجتماع لهما على الإطلاق، في منتدى أنطاليا الدبلوماسي الذي عقد في تركيا نهاية الأسبوع الماضي. اللقاء كان فرصة لمناقشة آفاق التعاون بين البلدين، وخاصة في مجال قطاع النفط والغاز في سوريا.

محاولة لتطوير القطاع النفطي في سوريا

بحث الرئيسان في كيفية استفادة سوريا من الخبرات الأذربيجانية في مجال النفط والغاز، خاصة في شمال شرق سوريا، التي تعد منطقة استراتيجية غنية بالموارد الطبيعية، ولكنها تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة. الحكومة السورية تسعى للحصول على مساعدة من شركة النفط الحكومية الأذربيجانية "سوكار" لتطوير هذه الحقول التي كانت عرضة للانقسامات السياسية والصراعات العسكرية منذ اندلاع الحرب الأهلية.

مصادر مطلعة أفادت أن الحكومة السورية تأمل في أن تسهم أذربيجان، الحليف الوثيق لإسرائيل، في استعادة السيطرة على هذه الحقول بشكل تدريجي، مع ضمان توازن القوى الإقليمية الحساسة في المنطقة.

موازنة القوى الإقليمية

من الملاحظ أن سوريا، في سعيها لاستعادة قطاع النفط والغاز، تعمل على موازنة مصالح القوى الإقليمية الكبرى. أحد المصادر التي اطلعت على المناقشات، أشار إلى أن دمشق تأمل في أن يساهم التعاون مع أذربيجان وتركيا في توفير "اطمئنان" تجاه المخاوف الإسرائيلية، خاصة في ظل العلاقات التي تجمع باكو مع تل أبيب.

في وقت سابق من هذا الشهر، استضافت أذربيجان اجتماعات تهدف إلى تجنب التصعيد بين المسؤولين الأتراك والإسرائيليين، بعد الهجوم الإسرائيلي على قواعد عسكرية سورية. هذا الحراك يأتي في وقت حساس في العلاقات الإقليمية، مما يعكس أهمية التعاون بين سوريا وأذربيجان في محاولة لتخفيف التوترات.

الدعم الأذربيجاني والإستراتيجية المستقبلية

في يناير 2025، أعرب إلتشين إيبادوف، الرئيس التنفيذي لشركة سوكار تركيا التابعة لشركة سوكار الأذربيجانية، عن استعداد الشركة للمشاركة في قطاع الطاقة في سوريا، مشيرًا إلى أن التعاون مع سوريا يتماشى مع المصالح الاستراتيجية المشتركة بين أذربيجان وتركيا.

من جهة أخرى، وقع قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي اتفاقية مع الحكومة السورية في مارس 2025 بشأن توحيد الجهود لاستعادة السيطرة على حقول الطاقة، مع تحديد كيفية تقسيم العائدات، حيث ستخصص 70% من الإيرادات لصالح الحكومة المركزية و30% للاحتياجات المحلية.

آفاق المستقبل

إلى جانب الأبعاد الاقتصادية لهذه الاتفاقية، يبدو أن التعاون بين أذربيجان وسوريا سيؤثر أيضًا في شكل العلاقة الإقليمية مع إسرائيل. التعاون مع أذربيجان قد يكون مفتاحًا لتخفيف مخاوف تل أبيب بشأن الحكومة السورية الانتقالية التي تُعتبر "إرهابية" من قبل بعض المسؤولين الإسرائيليين. كما يمكن لهذا التعاون أن يؤدي إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي، خاصة في سياق معقد يشمل تركيا وإيران وحلفاء مختلفين في الشرق الأوسط.

الخلاصة

بينما تسعى سوريا لتعزيز سيطرتها على مواردها الطبيعية، يمثل التعاون مع أذربيجان خطوة استراتيجية هامة تهدف إلى تطوير قطاع النفط والغاز. وفي نفس الوقت، يعكس هذا التعاون محاولات موازنة العلاقات الإقليمية والحفاظ على توازن القوى بين القوى الكبرى في المنطقة.